كثيرا ما كانت الاحلام هى الدافع وراء العديد من الأفكار العظيمة في ميادين عدة كالرياضيات، العلوم والفيزياء التي يروى ان الجدول الدورى للعناصر الكيميائية قد جاء الى العالم الروسى” ديمترى مندليف” فى أحد أحلامه. كما يروي اينشتاين أن فكرة نظرية النسبية الشهيرة جاءت له في شكل رؤيا حيث رأى نفسه ينزلق من فوق جبل وظلت سرعة إنزلاقه تزداد حتى وصل إلى سرعة الضوء حينها بدأت النجوم تأخذ شكلاً مختلفاً بالنسبة له .كما أننا قرأنا أو على الأقل سمعنا عن العديد من الأعمال الأدبية الخالدة والروايات و الافلام السينمائية الشهيرة التي كانت رؤى لكاتبيها لتوصلهم للعالمية كرواية فرنكشتاين التي رأت أحداثها كاتبتها ماري شيلي في أحد أحلامها.
بل
وتعدى الأمر ذلك فقد غيرت بعض الأحلام
توجه الحروب والاحداث السياسية كحلم
أدولف هتلر الذي
رأى خلال معارك الحرب العالمية الثانية
وبينما كان الزعيم الألماني النازي يأخذ
قسطاً من النوم في أحد الخنادق شاهد رؤيا
غريبة أن وحدته العسكرية تبتلعها الأرض
ليستيقظ مرعوب افخرج ليتمشى بعيدا ليتفاجأ
عند عودته بأشلاء رفاقه المتناثرة بعد
أن سقطت قذيفة على الخندق أودت بهم، ومن
التاريخ الحديث أيضا قصة الرئيس الأمريكي
ابراهام لينكولن الذي
رأى في المنام قبل اغتياله بأيام رؤيا
عرف منه أنه سيتم اغتياله!
فقد رأى
لينكولن أنه يسمع أصوات بكاء وعويل
في البيت الأبيض فظل يبحث –في الحلم-عن
سبب هذا البكاء حتى وجده يصدر من إحدى
الغرف وعندما فتحها وجد جثته مع مجموعة
من من المشيعين وبعد هذه الرؤيا بأيام تم
اغتيال ابراهام لينكولن..
أما
إحدى أخطر تلك القصص على الإطلاق هي قصة
محاولة صليبية بتنفيذ برتغالي لنبش قبر
خاتم الأنبياء، سيد الخلق أجمعين محمد
صلى الله عليه وسلم وسرقة جثمانه الطاهر
ربما ليتم مبادلتها بالقدس ففي سنة 557
خلال
حكم الملك الأسمر
الشهيد نور الدين محمود زنكى بمصر
هذا الملك الذي ظهر في أشد أحلك ظروف الأمة
فقد كان الشيعة الرافضة يملكون أغلب بلاد
الإسلام، ليوحد الصفوف ويقيم دولته التي
امتدت من بلاد فارس شرقا إلى ليبيا غرباً
ومن هضبة الأناضول شمالا إلى اليمن جنوبا.
وقد
عرف الشهيد بتقواه وكان له ورد من
الليل يقوم ويصلى وينام، فنام ليلة بعد
تهجده فرأى النبى صلى الله عليه وسلم وهو
يشير إلى رجلين أشقرين ويقول:
أنقذنى من
هذين، فاستيقظ فزعا فتوضأ وصلى ركعتين
ونام فرأى الرؤيا نفسها أيضاً، فقام وتوضأ
وصلى ركعتين ونام، فرأى نفس الرؤيا، وفى
المرة الثالثة قال: لم
يبق نوم، فقام فى الحال إلى وزيره جمال
الدين الموصلى وأخبره بما رأى، فقال
له: حدث
شىء بالمدينة أرى أن تكتم ما رأيت ونخرج
الآن إلى المدينة فخرج بعشرين من القادة
صحبة الوزير ومعه أموال كثيرة، وقبل دخول
المدينة اغتسل ودخل المسجد وصلى فى الروضة
وزار، ثم جلس فى المسجد لا يدرى ماذا يصنع،
وقد اجتمع إليه الناس، فقال الوزير:
إن السلطان
حضر للزيارة وأحضر معه أموالاً لتوزيعها
على سكان المدينة النبوية فاكتبوا من
عندكم وأحضروا أهل المدينة كلهم، فحضر
الناس وجعل يوزع الأموال ويعطى الهدايا،
وكل من حضر ليأخذ يتأمله السلطان ليجد
فيه الصفة التى أراها له النبى صلى الله
عليه وسلم فى المنام وقد انطبعت فى ذهنه
فلا يجد الصورة إلى أن انقضت الناس، فقال
السلطان: هل
بقى من أحد؟ قالوا: لا،
فقال: تفكروا
وتأملوا، فقالوا: لم
يبق إلا رجلان مغربيان لا يتناولان من
أحد شيئاً وهما صالحان غنيان يكثران من
الصدقة وأعمال الخير.
انشرح صدر
السلطان، وقال: على
بهما، فرآهما، فإذا هما الرجلان اللذان
أشار إليهما النبى صلى الله عليه وسلم
بقوله: أنقذنى
من هذين، فقال لهما: من
أين جئتما؟ قالا: من
بلاد المغرب، جئنا حاجين فاخترنا المجاورة
والسكن بالمدينة النبوية، فقال:
أصدقانى،
فصمما على ذلك، فقال: أين
منزلهما؟ فأخبر بأنهما بمنزل قرب الحجرة
الشريفة فأمسكهما وخرج إلى منزلهما فوجد
مالا كثيراً ومصحفين وكتبا لاتينية
فى الرقائق، ولم ير شيئاً، فأثنى
عليهما أهل المدينة بالخير وبأدائهما
للصلاة، وزيارة البقيع كل يوم، وقُباء
كل سبت، وبقى السلطان حائراً يطوف بالبيت
بنفسه فرفع حصيراً فى البيت فرأى تحته
سرداباً محفوراً إلى جهة الحجرة الشريفة
فارتاع الناس لذلك، فقال لهما السلطان:
أصدقانى
حالكما، فأصرا على حجتهما فضربهما ضربا
شديدا ،فاعترفا بأنهما نصرانيان بعثهما
النصارى في زِيّ حجاج المغاربة ، وأمالوهما
بالمال العظيم ليتحيّلا في الوصول إلى
الجناب الشريف ونقله وما يترتب عليه ،
فَنَزَلا قرب رباط وصارا يحفران ليلا ،
ولكل منهما محفظة جلد ، والذي يجتمع من
التراب يخرجانه في محفظتيهما إلى البقيع
إذا خرجا بِعِلّة الزيارة ، فلما قرب من
الحجرة أرعدت السماء وأبرقت وحصل رجف
عظيم ، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة
فلما ظهر حالهما بكى السلطان بكاء شديدا
، وأمر بضرب رقابهما ، فَقُتِلا تحت الشباك
الذي يلي الحجرة الشريفة المسمى الآن
شباك الجمال ، ثم أمر بإحضار رصاص عظيم
وحفر خندقا عظيما إلى الماء حول الحجرة
الشريفة كلها وأذاب ذلك الرصاص وملأ
الخندق ، فصار حول الحجرة سور من رصاص إلى
الماء.
الكاتب: جباري محمد ح
قال رائع اكتشفته بالصدفة كما أنني للمرة الأولى اسمع بمحاولة نبش قبر الرسول صلى الله عليه و سلمم
ReplyDeleteأحسنت مقال يستحق النشر
دمت مبدعا